كتاب: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس **


180 - إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه‏.‏

قال في المقاصد رواه ابن ماجه بسند ضعيف عن ابن عمر مرفوعا، ورواه أبو داود عن الشعبي مرسلا بسند صحيح،

وروى الطبراني بسند ضعيف عن جرير البجلي قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أتيته، فقال ما جاء بك‏؟‏ قلت‏:‏ جئت لأسلم، فألقى إلي كساءه، وذَكَره،

وروى البزار بسند ضعيف <صفحة 77> أيضا عن جرير قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لي رداءه، وقال اجلس على هذا فقلت أكرمك الله كما أكرمتني، فذكره النبي صلى الله عليه وسلم،

ورواه الحاكم عن جرير أيضا بأبسط من هذا، ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بعض بيوته فدخل عليه أصحابه حتى غص المجلس بأهله وامتلأ، فجاء جرير البجلي، فلم يجد مكانا، فقعد على الباب فنزع رسول الله صلى الله عليه وسلم رداءه، فألقاه ‏[‏ هنا سقط‏:‏ فألقاه إليه و قال اجلس على هذا، فوضعه جرير على وجهه‏]‏‏.‏ على وجهه وجعل يقبله ويبكي، ورمى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يميناً و شمالاً فذكره، وقال ما كنت لأجلس على ثوبك أكرمك الله كما أكرمتني فنظر النبي صلى الله عليه وسلم يمينا وشمالأ فذكره،

وروى الحكيم الترمذي وابن منده والعسكري وآخرون بسند مجهول عن أبي عبد الله بن ضمرة أنه قال بينما أنا قاعد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعة من أصحابه إذ قال سيطلع عليكم من هذه الثنية خير ذي يَمن، فإذا هو بجرير بن عبد الله فذكر قصة طولها بعضهم، وفيها فقالوا يا نبي الله لقد رأينا منك ما لم نره لأحد قط، فقال نعم هذا كريم قوم، فإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه،

وروى العسكري بسند ضعيف عن عدي بن حاتم أنه لما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ألقى إليه وسادة، وجلس على الأرض، فقال أشهد أنك لا تبغي علوا في الأرض ولا فسادا وأسلم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاكم الحديث،

وللدولابي في الكِنى عن عبد الرحمن بن عبد قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم في مائة راجل من قومي، فذكر حديثا فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أكرمه وأجلسه، وكساه رداءه، ودفع إليه عصاه، وأنه أسلم، فقال له رجل من جلسائه إنا نراك أكرمت هذا الرجل، فقال إن هذا شريف قومه، وإذا أتاكم شريف قوم فأكرموه،

وفي الباب عن جابر وابن عباس ومعاذ وأبي قتادة وأبي هريرة وأنس بن مالك وغيرهم، وبهذه الطرق يتقوى وإن كانت مفرداتها ضعيفة؛ ولذا انتقد الحافظ ابن حجر وشيخه العراقي الحكم عليه بالوضع، ويقرب من هذا ما رواه ابن عمر وأبو هريرة في حديث‏:‏ وإذا كانت عندك كريمة قوم فأكرمها‏.‏

181 - إذا أثْنىَ عليك جيرانك إنك محسن فأنت محسن، وإذا أثنى <صفحة 78> عليك جيرانك إنك مسيءٌ فأنت مسيء‏.‏

وسببه ما أخرجه ابن عساكر في تاريخه عن ابن مسعود أنه قال قال رجل يا رسول الله متى أكون محسنا ‏؟‏ ومتى أكون مسيئا‏؟‏ فذكره، ورواه الحاكم في المستدرك بمعناه عن أبي هريرة أنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ دلني على عمل إذا أنا عملت به دخلت الجنة، قال‏:‏ كن محسنا، قال‏:‏ كيف أعلم أني محسن‏؟‏ قال‏:‏ سل جيرانك، فإن قالوا إنك محسن فأنت محسن، وإن قالوا إنك مسيء فأنت مسيء، قال الحاكم على شرط الشيخين، ورمز السيوطي لحسنه‏.‏

182 - إذا أحببتموهم فأعلموهم، وإذا أبغضتموهم فتجنبوهم‏.‏

قال النجم ليس بحديث، وصدره في معنى ما ‏(‏أي رقم 148‏)‏ بعده، وقال في المقاصد أما الشق الأول فهو معنى الحديث الذي بعده، وكذا قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ إني أحبك، وأما الشق الثاني فلا أعلمه وليس بصحيح على الإطلاق‏.‏

183 - إذا أخذ ما أوهب أسقط ما أوجب‏.‏

معناه صحيح، ولينظر هل هو حديث أم لا‏؟‏

184 - إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه‏.‏

رواه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود واللفظ له، والترمذي والنسائي وآخرون، كلهم عن المقدام بن معد يكرب مرفوعا، ولفظ البخاري إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه أحبه، ولفظ الترمذي فليعلمه إياه، وقال النسائي فليعلمه ذلك، وصححه ابن حبان والحاكم، وقال الترمذي حسن صحيح غريب، زاد بعضهم ثم ليَزُرْه، ولا يكونن أول قاطع، وفي لفظ للطبراني والبيهقي عن ابن عمر فليخبره فإنه يجد مثل الذي يجد له، وفي لفظ عند بعضهم عن أبي ذر فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد أيضا في حديث مجاهد قال لقيني رجل من الصحابة ‏(‏لعلها‏:‏ فأخذ بمنكبي‏)‏ بمنكبي من ورائي وقال أما إني أحبك، قلت أحبك الذي <صفحة 79> أحببتني له، وقال لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه ما أخبرتك، قال ثم أخذ يعرض على الخطبة، فقال أما عندنا جارية إلا أنها عوراء‏.‏

185 - إذا أحب الله قوما ابتلاهم‏.‏

رواه الطبراني وابن ماجه والضياء في المختارة عن أنس، ورواه أحمد عن محمود بن لَبيد بزيادة‏:‏ فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجَزَع، وأقول الجاري على الألسنة فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط،

ورواه أحمد والديلمي عن أبي هريرة بلفظ إذا أحب الله أحدا ابتلاه ليسمع تضرعه،

ورواه الطبراني عن أبي عنبسة الخولاني بلفظ إذا أحب الله عبدا ابتلاه، وإذا أحبه الحب البالغ اقتناه‏:‏ لا يترك له مالاً ولا ولدا،

وللطبراني أيضا عن أنس إذا أحب الله عبدا صب عليه البلاء صبا وثجه ثجا،

ورواه البيهقي عن سعيد بن المسيب مرسلا‏:‏ إذا أحب الله عبدا ألصق به البلاء، ورواه ابن أبي الدنيا عن أبي سعيد أن رجلا قال يا رسول الله ذهب مالي وسقم جسدي، فقال لا خير في عبد لا يذهب ماله ولا يسقم جسده، إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه‏.‏ وإذا ابتلاه صبره، وفيه غير ذلك‏.‏

186 - إذا أراد الله أن ينزل إلى السماء الدنيا نزل عن عرشه بذاته‏.‏

قال القاري محدثه دجال‏.‏

187 - إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته، قالوا وكيف يستعمله‏؟‏ قال يوفقه لعمل صالح فبل موته، ثم يقبضه إليه‏.‏

وأوله عند أحمد‏:‏ لا تعجبوا لعمل عامل حتى تنظروا بم يختم له، وهو على شرط الشيخين، وأخرج أحمد والطبراني وأبو الشيخ عن أبي عيينة الخولاني مرفوعا إذا أراد الله بعبد خيرا عسله، قيل وما عسله‏؟‏ قال يفتح له عملا صالحا بين يدي موته،

وروى العسكري عن أنس مرفوعا لا يضركم أن لا تعجبوا من أحد حتى تنظروا بما يختم له، وروى عن معاوية عن قرة أنه قال بلغني أن أبا بكر الصديق رضي <صفحة 80> الله عنه كان يقول اللهم اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك، بل هو من دعائه كما للطبراني عن أنس‏.‏

188 - إذا أراد الله بقوم خيراً أمطروا لَيلهم وأضحى نهارُهم‏.‏

كذا في رموز الكنوز للدميري من غير عزو‏.‏

189 - إذا أراد الله بعبد خيرا صيّر حوائجَ الناسِ إليه‏.‏

رواه الديلمي في مسند الفردوس عن أنس‏.‏

190 - إذا أراد الله بعبد خيراً جعل له واعظاً من نفسه يأمره وينهاه‏.‏

رواه الديلمي في مسند الفردوس عن أم سلمة، وفي رواية من قِبَله بدل من نفسه‏.‏

191 - إذا أراد الله بعبدٍ خيراً فقهه في الدين وزهّده في الدنيا وبصّره عيوبه‏.‏

رواه البيهقي عن أنس، ورواه البزار عن ابن مسعود بلفظ، إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين وألهمه رشده‏.‏

192 - إذا أردت أن تذكرَ عيوبَ غيرِكَ فاذكر عيوبَ نفسك‏.‏

رواه الرافعي في تاريخ قزوين عن ابن عباس‏.‏

193 - إذا أردتُ أن أخَرِبَ الدنيا بدأت ببيتي فخرَّبته، ثم أخرب الدنيا‏.‏

رواه في الإحياء، قال العراقي في تخريجه لا أصل له‏.‏

194 - إذا أراد الله قبض روح عبد بأرض جعل له فيها حاجة‏.‏

قال في الدرر رواه الترمذي عن مطر بن عكاش، والطيالسي عن أبي غرة الهذلي، ورواه عنه أحمد والطبراني وأبو نعيم بلفظ إذا أراد الله تعالى قبض عبد بأرض جعل له بها حاجة‏.‏

195 - إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره سلَب ذوي العقول عقولَهم حتى <صفحة 81> يَنْفُذ فيهم قضاؤهُ وقدرَهُ‏.‏

رواه الديلمي في مسند الفردوس عن أنس وعلي رضي الله عنهما بزيادة فإذا أمضى أمره رد عقولهم ووقعت الندامة، وقال في الدرر رواه الديلمي والخطيب عن ابن عباس بسند ضعيف، وقال في المقاصد رواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان، ومن طريقه الديلمي في مسنده عن ابن عباس مرفوعا، وكذا الخطيب وغيره بسند فيه لاحق بن حسين كذاب وضاع بلفظ إن الله إذا أحب إنفاذ أمر سلب ذوي العقول عقولهم،

وروى البيهقي من قول ابن عباس بلفظ إن القدر إذا جاء حال دون البصر، قاله جوابا عن قول نافع بن الأزرق في معناه‏:‏ أرأيت الهدهد كيف يجيء فينقر الأرض فيصيب موضع الماء، ويجيء إلى الفخ وهو لا يبصره حتى يقع في عنقه، ورواه أبو عبد الرحمن السلمي في سنن الصوفية عن جعفر عن جده بلفظ إن الله إذا أراد إمضاء أمره نزع عقول الرجال حتى يمضي أمره، فإذا أمضاه رد إليهم عقولهم ووقعت الندامة،

ورواه ابن أبي شيبة والحاكم وصححه من طرق عن ابن عباس أنه قيل له كيف تفقد سليمان الهدهد من بين الطير‏؟‏ قال إن سليمان نزل منزلا فلم يدر ما بُعْدُ الماء، وكان الهدهد يدل سليمان على الماء، فأراد أن يسأله عنه فتفقده، قيل كيف ذاك والهدهد ينصب له الفخ ويلقى عليه التراب ويضع له الصبي الحبالة فيُغَيِّبها فيصيده‏؟‏ فقال إذا جاء القضاء ذهب البصر،

ورواه الترمذي بلفظ إذا جاء القدر عمي البصر، وإذا جاء الحَيْن غطى العَيْن، رواه الحاكم عن ابن عباس بلفظ إذا نزل القضاء عمي البصر،

ورواه الخطيب بلفظ‏:‏ إن الله إذا أراد إنفاذ أمر وفي لفظ له أيضا إن الله إذا أحب إنفاذ أمر سلب كل ذي لب لبه، ورواه الديلمي عن ابن عمر وعلي رضي الله عنهم بلفظ الترجمة، وزاد فإذا قضى أمره رد عليهم عقولهم وبعث الندامة، وأنشد غلام ثعلب لنفسه‏:‏

إذا أراد الله أمرا بامرئ * وكان ذا رأي وعقل وبصر

وحيلة يعملها في كل ما * يأتي به محتوم أسباب القدر

أغواه بالجهل وأعمى عينه * فسله عن عقله سل الشعر

حتى إذا أنفذ فيه حكمه * رد عليه عقله ليعتبر

<صفحة 82> وروى سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن يوسف بن ماهَك أن ابن عباس ذكر يوما الهدهد، فقال‏:‏ يعرف بعد مسافة الماء في الأرض، فقال نافع بن الأزرق قف قف يا ابن عباس، كيف تزعم أن الهدد يرى الماء من تحت الأرض وهو يُنْصبُ له الفخ فيذر عليه التراب فيصاد، فقال ابن عباس لولا أن يذهب هذا فيقول كذا وكذا لم أقل له شيئا، إن البصر ينفع ما لم يأت القدر فإذا جاء القدر حال دون البصر، فقال ابن الأزرق لا أجادلك بعدها في شيء، والمشهور على الألسنة إذا جاء القضاء عمي البصر‏.‏

196 - إذا أراد الله بقوم خيرا أهدى إليهم هدية، قالوا يا رسول الله وما تلك الهدية ‏؟‏قال الضيف ينزل برزقه، ويرتحل وقد غَفَرَ الله لأهل المنزل‏.‏

أخرجه الديلمي عن أبي ذر رفعه بلفظ الضيف يأتي برزقه، ويرتحل بذنوب القوم، يمحص عنهم ذنوبهم، ورواه أيضا عن أبي الدرداء مرفوعا لكن بلفظ أهل البيت بدل القوم، وفي رواية يرتحل وقد غفر لأهل المنزل،

وللديلمي أيضا عن ابن عباس رفعه أكرموا الضيف وأقروا الضيف، فإنه أول ما يقوم برزقه جبريل مع رزق أهل البيت؛ وللدارقطني عن عائشة مرفوعا إذا نزل الضيف بقوم نزل برزقه، لكنه قال غريب،

ورواه الديلمي عن أنس بلفظ إذا دخل الضيف على قوم دخل برزقه، وإذا خرج خرج بمغفرة ذنوبهم‏.‏

197 - إذا استقر أهل الجنة في الجنة اشتاق الإخوان إلى الإخوان، فيسير سرير هذا إلى سرير هذا فيلتقيان فيتحادثان ما كان بينهما في دار الدنيا فيقول يا أخي تذكر يوم كذا في مجلس كذا فدعونا الله فغفر لنا‏.‏

رواه البزار بسنده عن أنس، وقال لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، تفرد به أنس، قال الزين العراقي وفيه الربيع بن صبيح ضعيف جدا،

ورواه الأصفهاني في الترغيب والترهيب مرسلا انتهى، وفي الغنية لسيدي عبد القادر الكيلاني نفعنا الله ببركاته ما نصه‏:‏ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول يشتاق الرجل إلى أخ له كان يحبه لله عز وجل في الدنيا، فيقول يا ليت شعري ما فعل أخي فلان‏؟‏ شفقة عليه أن <صفحة 83> يكون قد هلك، فيطلع الله عز وجل على ما في قلبه فيوحي، إلى الملائكة أن سيروا بعبدي هذا إلى أخيه، فتأتيه الملائكة بنجيبة عليها رحلها من ‏[‏النجيبة الناقة، والميثرة وطاء يترك على رحل البعير تحت الراكب‏.‏ ‏]‏ مياثر النور، قال فتسلم عليه، فيرد عليهم السلام، ويقولون له قم فاركب فانطلق إلى أخيك، قال فيركب عليها فتسير في الجنة مسيرة ألف عام أسرع من أحدكم إذا ركب نجيبة فسار عليها فرسخين، قال فلا يكون شيء حتى يبلغ منزل أخيه، فيسلم عليه، فيرد عليه السلام، ويرحب به، قال فيقول أين كنت يا أخي‏؟‏ لقد كنت أشفقت عليك، قال فيعتنق كل واحد منها صاحبه، ثم يقولان الحمد لله الذي جمع بيننا، فيحمدان الله عز وجل بأحسن أصوات سمعها أحد من الناس، قال فيقول الله عز وجل لهما عند ذلك يا عبادي ليس هذا حين عمل، ولكن هذا حين تحية ومسألة، فاسألا أعطيكما ما شئتما، فيقولان يا رب اجمع بيننا في هذه الدرجة، قال فيجعل الله تلك الدرجة مجلسهما في خيمة مجوفة بالدر والياقوت، ولازواجهما منزل سوى ذلك، قال فيأكلون ويشربون ويتنعمون انتهى بحروفه‏.‏

198 - إذا أسأت فأحسِنْ‏.‏

رواه الحاكم والبيهقي عن ابن عمر‏.‏

199 - إذا استشاطَ السلطان تَسلَّطَ الشيطانُ‏.‏

رواه أحمد والطبراني عن عطية السعدي‏.‏

200 - إذا سمعتم بجبلٍ زال عن مكانه فصدقوا، وإذا سمُعتم برجلٍ زال عن خُلُقِهِ فلا تصدقوا، فإنه يصير إلى ما جُبِلَ عليه‏.‏

رواه الإمام أحمد عن أبي الدرداء‏.‏

201 - إذا أصبحت آمنا في سِرْبك معافى في بدنك، عندك قوت يومك فعلى الدنيا العَفاء‏.‏

رواه البيهقي عن أبي هريرة، وتقدم في حديث ابن عمر في ابن آدم، وأخرجه عبد الله بن أحمد عن شميط من قوله، وزاد وعلى كل من يحزن عليها‏.‏ <صفحة 84>

202 - إذا أصاب أحدَكم مصيبةٌ فلْيذكرْ مصيبتَهُ بي، فإنها من أعظم المصائب‏.‏

رواه ابن عدي بسند ضعيف، والبيهقي عن ابن عباس والطبراني عن سابط الجُمحَي‏.‏

203 - إذا أصبحتَ فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من حياتك لموتك، ومن صحتك لسقمك‏.‏

رواه البخاري عن ابن عمر موقوفا، ورفعه ابن حبان قاله النجم، وأقول الذي في الأربعين النووية من رواية البخاري عن ابن عمر بلفظ إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك، قال ابن حجر المكي وقد ورد في معنى هذه الوصية منه صلى الله عليه وسلم من عدة طرق، منها خبر الحاكم أنه صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه اغتنم خمسا قبل خمس‏:‏ شبابَك قبل هرمك، وصحتَك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك‏.‏

204 - إذا أقبلَ الليلُ من هَاهنا وأدبرَ النهارُ من هاهنا فقد أفطرَ الصائمُ‏.‏

عزاه الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث مسند الفردوس إلى الشيخين عن عمر بن الخطاب، وأقول الذي رأيته في صحيح البخاري في كتاب الصيام عن عمر بزيادة وغربت الشمس قبل فأفطر الصائم، ومنه عن عبيد الله بن أبي أوفى بلفظ إذا رأيتم الليل قد أقبل من هاهنا فقد أفطر، وفي لفظ عنه إذا رأيت الليل قد أقبل من هاهنا فقد أفطر الصائم انتهى، والخطاب فيه بالإفراد لبلال فاعرفه‏.‏

205 - إذا أكلتُم فأفْضِلوا‏.‏

قال في التمييز‏:‏ ترجمه شيخنا ولم يتكلم عليه قلت وما في صحيح البخاري من شربه صلى الله عليه وسلم الفضلة من اللبن في حديث أبي هريرة، وكذا حديث القصعة الذي في الصحيح يؤيده انتهى،

وفي التأييد مما ذكر خفاء، إذ لا يلزم من وجود فضلة اللبن طلب إبقائها، ثم رأيت القاري قال يوافقه حديث لا خير في طعام ولا شراب ليس له سؤر، وحديث إذا شربتم <صفحة 85> فأسِئروا ذكرهما حياض وابن الأثير الثانيَ، فالجمع بأنه يجوز استئصاله والأفضل إبقاؤه شيئا لكن قدرا ينتفع به غيره، وإلا فالأفضل إنقاؤه كما يقال بقوا أو نقوا،

وقال النجم لم أجده حديثا بل في الحديث ما يعارضه كحديث مسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلعق الأصابع والصفحة، وقال إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة، اللهم إلا أن يحمل على ما لو كان له خادم ونحوه فلا بأس أن يفضل له إن لم يكن قد أطعمه منه انتهى، وأقول لو قال فينبغي أن يفضل له إلخ لكان أولى من قوله بلا بأس إلخ فتأمل،

وفي طبقات الحنابلة لابن رجب في ترجمة الوزير ابن هبيرة ما نصه قوله عليه السلام إذا شربتم فأسئروا قال هذا في الشرب خاصة، وأما في الأكل فمن السنة لعق القصعة والأصابع، وإنما خص الشرب بذلك لأن التراب والأقذار ترسخ في أسفل الإناء فاشتفاف ذلك يوجب شرب ما يؤذى انتهى فتدبر‏.‏

206 - إذا التقى المسلمانِ بسيفهما فالقاتلُ والمقتولُ في النار - وفي لفظ فَقَتَلَ أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول في النار، قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول، قال إنه كان حريصاً على قتلِ صاحبهِ‏.‏

رواه الشيخان وأحمد وأبو داود والنسائي عن أبي بكرة، وابن ماجه عن أبي موسى الأشعري‏.‏

207 - إذا التقى الخِتانانِ فقد وجب الغسلُ‏.‏

رواه أحمد والترمذي والنسائي عن عائشة، وفي رواية إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل،

ورواه الطبراني عن أبي أمامة عن رافع بن خَديج، وذكره الحنفيَّة في كتبهم بزيادة، من ذلك قول الأكمل في العناية شرح الهداية‏:‏ ولنا قوله صلى الله عليه وسلم إذا التقى الختانان وتوارت الحشفة وجب الغسل أنزل أو لم ينزل انتهى،

وعزاه في الجامع الكبير للعقيلي عن ابن عمر بلفظ إذا مس الختان الختان فقد وجب الغسل، وعزاه فيه للطبراني عن عَمْرو بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظ إذا التقى الختانان وغابت الحشفة فقد وجب الغسل أنزل أو لم ينزل انتهى‏.‏ <صفحة 86>

208 - إذا أمَّ أحدُكم الناس فلْيُخَفِّفْ‏.‏

رواه الشيخان وأحمد وأبو داود، والنسائي عن أبي هريرة بزيادة فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة، وإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء، وسيأتي في الميم بلفظ من أم فليخفف - الحديث‏.‏

209 - إذا انتصَفَ شعبانُ فلا صومَ حتى رمضانَ‏.‏

وفي لفظ فلا تصوموا حتى يكون رمضان، قال السخاوي رواه أحمد والأربعة والدارمي وصححه ابن حبان وأبو عوانة والدينوري في المجالسة عن أبي هريرة مرفوعا، وله شاهد عند الطبراني والبيهقي والدارقطني عن عبد الرحمن والدِ العلاء‏.‏

210 - إذا بلغ الماءُ قُلَتَّينِ لم يحملِ الخَبَثَ‏.‏

رواه أحمد والأربعة والدارقطني والبيهقي وابن حبان عن ابن عمر، لكن بلفظ ابن ماجه إذا بلغ الماء قلتين لم ينجسه شيء، ورواه الدارقطني عن أبي هريرة إذا بلغ الماء قلتين فما فوق ذلك لم ينجسه شيء‏.‏

211 - إذا بُليتمْ بالمعاصي فاستَتِروا‏.‏

قال السخاوي يأتي فيمن أتى من هذه القاذورات شيئاً، فينبغي للعبد أن يتوب منها ولا يظهرها للناس حيث سترها الله عليه، وهذا الحديث رواه البيهقي والحاكم عن ابن عُمر، وقال إنه على شرطهما بلفظ اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألم منها بشيء فليستتر بستر الله، وليتب إلى الله فإنه من يبد ‏(‏في الأصل ‏"‏يبدي‏"‏ بزيادة الياء وهو خطأ ظاهر‏)‏ لنا صفحته نقم عليه كتاب الله، قاله صلى الله عليه وسلم بعد رجم ماعزاً رضي الله عنه‏.‏

212 - إذا بُويع لخليفتينِ فاقتُلوا الآخِرَ منهما‏.‏

رواه مسلم وأحمد عن أبي سعيد الخدري عن علي والعباس معا، قال الدميري في شرح منهاج النووي ولا يجوز نصب إمامين في وقت واحد وإن تباعد الإقليمان بهما،

وحكى أبو القاسم الأنصاري في الغنية عن الأستاذ أبي إسحاق أنه يجوز نصبهما في إقليمين، لأنه قد يحتاج إلى ذلك وهو اختيار الإمام، وإذا عقدت البيعة <صفحة 87 >لاثنين معا فالبيعتان باطلتان، وإن ترتبتا بطلت الثانية لما روى مسلم عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا بويع للخليفتين فاقتلوا ‏(‏أي ألغوا‏)‏ الآخر منهما - بالتاء المثناة من فوق من القتل، ومعناه أبطلوا دعوته واجعلوه كمن مات، وروي بالياء المثناة من تحت أي لا تطيعوه‏.‏

213 - إذا تحيَّرتم في الأمور فاستعينوا من أصحاب القبور‏.‏

كذا في الأربعين لابن كمال باشا‏.‏

214 - إذا تزوج فقد استكمل نِصف الدين، فلَيتقِ اللهَ في النصف الباقي‏.‏

رواه البيهقي عن أنس، وسيأتي بلفظ من تزوج فقد استكمل - الحديث‏.‏

215 - إذا تأنَّيتَ أصبت أو كِدْتَ تُصيب، وإذا استعجلت أخطأت أو كدت تخطئ‏.‏

رواه البيهقي عن ابن عباس‏.‏

216 - إذا جئتُ يا مُعاذ أرض الحُصَيب - يعني من اليمن - فهَرْوِلْ فإن بها الحُورَ العينَ‏.‏

قال السخاوي لا أعرفه انتهى‏,‏

وفي القاموس في باب الحاء المهملة والحصيب كزبير بلد باليمن فاقت نساؤه حسنا، ومنه إذا أدخلت أرض الحصيب فهرول،

ونقل القاري عن المنوفي أنه قال بل الحكم عليه بالوضع ظاهر‏.‏

217 - إذا جاءكَ من هذا المال شيءٌ وأنتَ غير مُشْرِفٍ ولا سائلٍ فخذه، وما لا فلا تُتْبِعْه نَفسك‏.‏

رواه البخاري عن عمر رضي الله عنه‏.‏

218 - إذا جلس المتعلمُ بين يدي العالِم فتح الله عليه سبعين باباً من الرحمة، ولا يقوم من عنده إلا كيومَ ولدته أمه، وأعطاه الله بكل حرف ثواب سبعين شهيداً، وكتب الله له بكل حرف عبادةَ سنة‏.‏

قال القاري نقلا عن الزيلي أنه موضوع‏.‏ <صفحة 88>

219 - إذا حج رجلٌ بمال من غير حِلِّه فقال لبيك اللهم لبيك قال الله عز وجل لا لبيك ولا سعديك، هذا مردودٌ عليك‏.‏

قال في المقاصد رواه الديلمي وابن عدي عن حديث دجين عن عمر مرفوعاً، ودجين ضعيف وله شاهد عند البزار بسند ضعيف أيضا عن أبي هريرة مرفوعا من أم هذا البيت من الكسب الحرام شخص في غير طاعة الله، فإذا أهَلَّ ووضع رِجله في الغَرْز أو الركاب وانبعثت به راحلته وقال لبيك اللهم لبيك نادى مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك، كسبك حرام وراحلتك حرام وزادك حرام، فارجع مأزور غير مأجور، وأبشر بما يسوؤك - الحديث،

وهو عند الخلعي من هذا الوجه بلفظ من تيمم بكسب حرام حاجا كان في غير طاعة الله حتى إذا وضع رجله في الغرز وبعث راحلته وقال لبيك اللهم لبيك ينادي مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك، كسبك حرام وثيابك حرام وراحلتك حرام وزادك حرام، فارجع مذموما غير مأجور، وأبشر بما يسوؤك - الحديث، والمشهور على الألسنة حجك مردود عليك بدل هذا‏.‏

220 - إذا حُدِّثتم عني بحديث يوافق الحقَ فصدِّقوه وخذوا به حَدَّثْتُ به أو لم أحدِّث‏.‏

قال السخاوي رواه الدارقطني في الإفراد والعقِيلي في الضعفاء وأبو جعفر بن البحتري في فوائده عن أبي هريرة مرفوعا، والحديث منكر جدا، وقال العقيلي ليس له إسناد يصح،

ومن طرقه ما عند الطبراني عن ابن عمر مرفوعا سُئلت اليهود عن موسى فأكثروا فيه وزادوا ونقصوا حتى كفروا، وسئلت النصارى عن عيسى فأكثروا فيه وزادوا ونقصوا حتى كفروا، وأنه ستفشو عني أحاديث، فما أتاكم من حديثي فاقرؤوا كتاب الله واعتبروا، فما وافق كتاب الله فأنا قلته، وما لم يوافق كتاب الله فلم أقله، قال وقد سئل شيخنا - يعني الحافظ ابن حجر - عن هذا الحديث فقال إنه جاء من طرق لا تخلو عن مقال، وقد جمع طرقه البيهقي في كتاب المدخل انتهى،

وقال الصغاني إذا رويتم ويروى إذا حدثتم عني حديثا فاعرضوه على كتاب الله فإن وافق فاقبلوه، <صفحة 89> وإن خالف فردوه قال هو موضوع انتهى‏.‏

221 - إذا حَدَّثَ الرجل بالحديث - وفي رواية بحديث - ثم التفتَ فهي أمانة‏.‏

قال السخاوي رواه أحمد وأبو داود والترمذي والعسكري وابن أبي الدنيا وأبو يعلى وأبو الشيخ عن جابر بن عبد الله مرفوعا، وألفاظهم متقاربة، وحسنه الترمذي وكأنه لشواهده، منها ما رواه العقيلي والخطيب عن عليٍَّ رَفَعه المجالس بالأمانة، ومنها ما رواه ابن أبي الدنيا عن ابن شهاب مرسلا بلفظ‏:‏ الحديث بينكم أمانة،

ونقل النجم أن أبا داود رواه عن جابر بلفظ المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس‏:‏ سفك دم حرام، أو اقتطاع مال بغير حق، أو فرج حرام، ومنها وهو في اللآلئ أيضا بهذا اللفظ لكن بنقص أو فرج حرام‏.‏

222 - إذا ذُكِرَ الصالحون فحيَّهَل بعُمَر‏.‏

ذكره القاضي عياض في الإكمال من قول ابن مسعود وكذا القرطبي وابن الأثير، وظاهر كلام العراقي في الذخيرة في باب الأذان أنه حديث، ولعله أراد به موقوفا كذا في الموضوعات الكبرى للقاري‏.‏

223 - إذا حُدِّثتَ أنَّ جبلا زال عن مكانه فصدِّقْ، وإذا حُدثت أن رجلا زال عن خُلقه فلا تصدق‏.‏

رواه أحمد بسند صحيح عن أبي الدرداء، وتقدم آنفا بلفظ إذا سمعتم‏.‏

224 - إذا حضَر الماءَ بَطَل التيمم‏.‏

لا أعلمه حديثا وإن كان معناه صحيحا في الجملة‏.‏

225 - إذا حَضر العَشاء والعِشاء فابدؤوا بالعَشاء‏.‏

قال في المقاصد قال العراقي في شرح الترمذي لا أصل له بهذا اللفظ، وقال تلميذه شيخنا يعني ابن حجر في شرح البخاري لكن رأيت بخط الحافظ قطب الدين يعني الحلبي أن ابن أبي شيبة رواه عن أم سلمة مرفوعا إذا حضر العَشاء وحضرت العِشاء فابدؤوا بالعَشاء، <صفحة 90> فإن كان ضبطه فذاك وإلا فقد رواه أحمد بلفظ وحضرت الصلاة، قال ثم راجعت مصنف ابن أبي شيبة فرأيت الحديث فيه كما أخرجه أحمد،

وأصل الحديث في المتفق عليه بلفظ إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء، ولما ذكره الصغاني في مشارقه حكى أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وسأله عن صحته وقال نعم هو صحيح،

ورواه أحمد وأبو داود عن ابن عمر بلفظ إذا وضع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء، ولا يعجل حتى يفرغ منه، وقال في الدرر‏:‏ وَهَم من عزاه لمصنف ابن أبي شيبة انتهى،

وأقول كون الحكم عاما في سائر الصلوات وليس خاصا بالعشاء يرجح رواية أحمد ومن وافقه ومنهم الشيخان‏.‏